الذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية

مــــنذ فـــترة كنت خارج المــنزل.. واجـتمــعت وبعض صديقاتي في مصلى نصلي الظهر جماعة.. كان العدد

مكملاً لصف واحد وقبل أن نبدأ الصلاة انضمت إلينا فتاه أخرى.. وكان أمامنا أحد أمرين.. إما أن ترجع واحدة منا إلى الصف الثاني لتقف معها.. وإما أن نلتصق أكثر ونوسع لها مكاناً بيننا.. ولسبب أو لآخر قررنا أن نوسع لها مكاناً بيننا.. والتصقنا معاً بقوة ثم بدأنا الصلاة.. عند التصاقنا معاً لنسع الفتاة تذكرت حديثاً لحبيبي رسول الله : * المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً* (بما معناه)

يا الله... ما أجمل هذه الكلمات.. كلمات توضح لنا طبيعة العلاقة بين المؤمنين.. إنهم كبنيان تتعاون لبـِناته وتتضامن وتتماسك فتؤدي كل لبنة دورها وتسد ثغرتها لأن البنيان كله ينهار إذا تخلت لبنة منه عن مكانها.. هذا التعبير يصور لنا علاقة المسلم بأخيه المسلم

إنه دين الجماعة .. علينا أن نتعاون معاً .. فالأخت تحس بأختها.. والجارة تكرم جارتها.. والصديقة تعين صديقتها..

عند اجتماعنا للصلاة.. كلنا سواسية .. الغني كالفقير.. لا ينفرد واحد في الصف بل ينبغي أن نكون اثنين أو أكثر..

إذا مرضت إحدانا عدناها.. بل وليحثنا الله على زيارة المريض ومؤانسته في وحدته أخبرنا أنه تعالى سيكون عنده وأن هذا المريض مستجاب الدعاء..

إذا أحببتِ أختاً لك في الله فأخبريها بذلك فإن ذلك يساعد على نشر روح المحبة والإخاء.. وفي المقابل حُرّمت عليك الغيبة والنميمة سداً لأي من منافذ الكراهية والفتنة..

أعلمنا الحبيب أن طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي ثلاثة وهكذا.. أي أن البركة تزداد في الطعام إذا اجتمعنا عليه.. فليس الخوف دافعاً لإغلاق الباب على نفسك وأهلك..

وأخبرنا الرسول أن المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم..

وإذا بحثنا في سيرة الحبيب نجد الكثير والكثير من الأمثلة التي تحث على أن يكون المسلمون يداً واحدة..

ما رأيك صديقتي أن نبدأ من اليوم في التطبيق العملي لنضع اللبنة الأولى في ربط المجتمع ونشر روح المحبة والإخاء فيه..

* فلا تنسي الدعاء لأختك بظاهر الغيب * قولي لصديقتك "إني أحبك في الله"

* استشعري معنى الجماعة وأن الإسلام هو دين الجماعة

* استشعري معية الله عند عيادتك لصديقتك المريضة ولا تنسي أن تطلبي منها الدعاء لك..

وأخيراً صديقتي أريد أن أذكرك بحديث آخر عن الحبيب المصطفى : *مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى و السهر* (بما معناه)

منقوول