World Health Forums
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

World Health Forums

توعجية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لازم تقرأ لو عاوز تفهم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
هشام طايل
Admin
هشام طايل


عدد الرسائل : 98
تاريخ التسجيل : 24/02/2007

لازم تقرأ لو عاوز تفهم Empty
مُساهمةموضوع: لازم تقرأ لو عاوز تفهم   لازم تقرأ لو عاوز تفهم Icon_minitimeالثلاثاء مارس 20, 2007 11:04 pm

لماذا نرفض التعديلات الدستورية؟؟ دراسة: من إعداد أسامة رشدي


[right]قطع الرئيس مبارك قول كل خطيب وأعلن عن تعديلاته الدستورية المقترحة في 26 ديسمبر الماضي، وطالب فيها بتعديل وحذف وإضافة 34 مادة مستخدما بذلك صلاحياته الواردة في المادة 189 من الدستور.


لقد جاءت التعديلات مخيبة لآمال كل المتطلعين للإصلاح السياسي والدستوري الحقيقي الذي يفضي لبناء مؤسسات سياسية حقيقة ويرفع الغبن والتجاوز عن حقوق الإنسان المصري بعد ربع قرن من التعديات. بل على العكس صيغت التعديلات بعقلية حزبية ضيقة تؤسس للمزيد من الإقصاء السياسي والتضييق على الحريات، وأكدت غياب أي نية حقيقية للإصلاح السياسي والدستوري، بل وأكدت أن الأوضاع في مصر مقبلة على انتكاسة حقيقية بدأنا نرى ملامحها في الاعتقالات والحملات الأمنية على جماعة الإخوان المسلمين وعلى طلاب الجامعات وعودة المحاكم العسكرية مرة أخرى.


ومن التجارب السابقة نتوقع أن ينتهي الأمر قريبا بتمرير هذه التعديلات الدستورية المشبوهه، وإنهاء الاستفتاء عليها بالكيفية المعروفة، كما حدث مؤخرا في الاستفتاء على تعديل المادة 76 في 25 مايو 2005، خاصة وأن هناك توجه لاختزال النقاش الجدي حولها –حتى في مجلس الشعب- لاسيما وقد استبقوا الإعلان عن هذه التعديلات بتغيير المادة 143 من اللائحة الداخلية لمجلس الشعب بهدف الحد من النقاش العام لمواد القوانين المطروحة بزعم أنها تناقش في اللجان المختصة!!.


وسأتناول في هذه الورقة بعض القضايا الهامة التي تضمنتها هذه التعديلات الكارثية وتأثيرها على مجمل الأوضاع السياسية والقانونية وانعكاسها على حقوق وحريات الشعب المصري:


حظر النشاط السياسي الديني لإخلاء الساحة للحزب الوطني


ونبدأ بالفقرة المراد إضافتها للمادة الخامسة من الدستور والمتعلقة "بحظر النشاط السياسي والحزبي وحظر تأسيس الأحزاب على أساس ديني" ، وهو الذي استدعى من الذاكرة على الفور أول تعليق للسيد جمال مبارك في يناير العام الماضي في أول ظهور علني له بعد انتخابات مجلس الشعب الأخيرة والذي قال فيه وهو يرد على سؤال لصحيفة روز اليوسف عن الإخوان المسلمين ((والله هناك موقف قانوني كلنا نعرفه.. الجماعة ليس لها وضع قانوني أو شرعي.. وبالتالي لابد من الناحية القانونية والشرعية أن نتعامل معها علي هذا الأساس.. هناك وضع آخر وأعتقد أنه ظهر في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة وهو محاولة الالتفاف حول القوانين الموجودة للانخراط في الحياة السياسية، والأكثر من ذلك هو الاستغلال القوي للدين والشعارات الدينية والمنطلق الديني لتحقيق مكاسب سياسية.. )) اهـ


هذا الكلام يؤكد على حالة التحفز التي حركت هذا التعديل والتي عزمت على إقصاء التيار الإسلامي بشكل عام وفي مقدمته الإخوان من المشاركة في أي نشاط سياسي أو نقابي أو طلابي ونسج منظومة قانونية مفصلة بناء على هذا التعديل ستهدف لعرقلة أي مشاركة سياسية من الإسلاميين في الحياة السياسية.


إننا إذن أمام نص خطير يراد زرعه في الدستور لمصالح حزبية ضيقة، فقصر العمل السياسي على بعض الدوائر السياسية الضيقة، هو أمر غير مسبوق في أي نظام قانوني في العالم..


وهذا النص يتعارض مع أبسط قواعد الحرية؛ وهي حرية الاعتقاد وحريةالفكر و الرأي والتعبير والتي كفلها نفس الدستور في المواد 46 و47 ، وهي مبادئ تعلو على الدستور نفسه، لأنه ليس شرطا أن ينص أي دستور على كل الحقوق، ولا يعني ذلك أنها غير موجودة، وهذا مبدأ دستوري معروف في العالم .. فالتعديل التاسع من الدستور الأمريكي على سبيل المثال يقول: ( (إن تعداد الدستور لحقوق معينة لا يجوز أن يفسر على أنه إنكار لحقوق أخرى يتمتع بها الشعب، أو ينتقص منها)). ذلك أن الكثير من الحقوق هي أسمى من أي نص ولا يمكن انتقاصها حتى لو لم تكن مكتوبة


فأين هي المواطنة التي يتحدثون عنها الآن والتي سينصون عليها في المادة الأولى في الدستور إذا كنا سنميز بين المواطنين بسبب الفكر أو الرأي؟!!


إننا مع النص على عدم جواز تأسيس الأحزاب الدينية على أسس دينية أو طائفية أو عنصرية، وقد كان قانون الأحزاب القانون رقم 40 لسنة 77 ينص على ذلك وقد كان هذا كافيا .


إننا شعب مؤمن مسلمين ومسيحيين، وقد أعلن هذا الدستور باسم الله كما جاء في ديباجته التي تعد جزءً منه، والتي جاء فيها:"...إنناتصميماً وعرفاناً بحق الله ورسالاته ، وبحق الوطنوالأمة ، وبحق المبدأ والمسئولية الإنسانية. وباسم الله وبعون الله نعلن فى هذا اليوم الحادى عشر من شهر سبتمبر سنة 1971 أننا نقبل ونعلن ونمنح لأنفسنا هذا الدستور".


فهل صدر الدستور باسم الله وبعون الله، وعرفانا بالله ورسالاته.. ليلاحق كل من يرى أن منهج الله هو الحل لكثير من المشاكل التي يعاني منها المجتمع؟!!


وكيف سنجرم الفكر الديني السلمي السياسي بينما نرحب بكل الأفكار والمذاهب العلمانية النافعة منها والهدامة؟


وكيف سنجرم ونمنع من يريد تطبيق المادة الثانية من الدستور بموجب المادة الخامسة منه؟


لقد حاول الرئيس في تبريره لهذا التعديل الإشارة إلى الوحدة الوطنية والتلميح للفتنة الطائفية، وهو تلاعب خطير بهذا الملف الذي بات النظام يتستر خلفه لتبرير الإقصاء، والتفرد بالسلطة، وهي سياسة قديمة تتعلق بتخويف الأقباط من المسلمين والعكس، وتخويف الخارج بالداخل، وهي سياسة تهدف في النهاية للتفرد بالسلطة وتكريس الأوضاع الحالية، وهو نفس المبرر الذي استند إليه الرئيس السادات من قبل في سبتمبر 1981 عنما قام بإجراءاته القاسية ضد كل القوى السياسية في حينه استنادا للمادة 74 من الدستور بزعم تهديد الوحدة الوطنية.


وكم هي مظلومة الوحدة الوطنية التي أضحت مشجبا تعلق عليه كل الإجراءات الاستثنائية القاسية، التي طبقت على المسلمين والأقباط، بينما يتجاهل الرئيس نفسه وهو رئيس الحزب الوطني لماذا لم يعزز حزبه الوحدة الوطنية ويرشح في الانتخابات الأخيرة أقباطاعلى قوائمه الانتخابية والتي خلت من أي قبطي؟ ألم يكن ذلك أدعى للمحافظة على الوحدة الوطنية ؟.


المادة 76 كلاكيت ثاني مرة !!


لقد طالب الرئيس في تعديلاته بإعادة النظر في الفقرة الثانية والثالثة من المادة 76، وهي المادة المعيبة التي عدلها الرئيس في مايو 2005، وذلك للسماح لرؤساء الأحزاب القائمة بالترشيح للانتخابات الرئاسية القادمة وذلك بتجديد الاستثناء الذي منح لهذه الأحزاب في المرة السابقة من الشروط المعقدة التي لاتزال موجودة، والتي تحول بين الشعب المصري وحقوقه للترشح لهذا المنصب. وقد رشح أن الصيغة النهائية ستشترط حصول الأحزاب التي سيسمح لها بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية على 3% من مجموع مقاعد مجلس الشعب والشورى، ومرور خمسة اعوام على تأسيس الحزب.


وبشكل استثنائي سيسمح للأحزاب التي مر عليها خمسة أعوام ولها نائب واحد على الأقل بالترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة وهو ما ينطبق على كل من حزب التجمع والوفد.


استمرار التعقيدات المحيطة بهذه المادة ووقوفها كصخرة أمام الشعب المصري وحقه في الترشيح للمنصب ضمن شروط معقولة وغير تعجيزية، مع فتح الباب لتغييرها قبل كل انتخابات لجعل الأمور على قياس من يريدون إشراكه أو منعه هو تلاعب خطير بالدستور وهو منتهى الاستخفاف بالشعب.


إننا نشاطر كل القوى السياسية في مصر ونطالب بتعديل نص هذه المادة بشكل جذري، بما يسمح لمن يجد في نفسه الكفاءة من الشعب للترشيح لهذا المنصب في إطار شروط موضوعية وغير مستحيلة تكفل مراعاة نص المادة 8 (تكافؤ الفرص) والمادة 62 (كفالة حق الترشيح والانتخاب) وتلغي تعارضها مع المادة 68 (حظر تحصين أي قرار إداري من رقابة القضاء).


قانون مكافحة الإرهاب خطر على الحقوق والحريات الفردية والعامة للشعب


طالب الرئيس في تعديلاته بإلغاء نص المادة 179 المتعلقة بجهاز المدعي العام الإشتراكي، ونحن مع إلغاء أي نظام قضائي إستثنائي، وفي المقابل كنا نود كذلك التأكيد على حق كل المواطنين في المثول أمام قاضيهم الطبيعي وإلغاء كافة المحاكم الاستثنائية وعلى رأسها محاكم أمن الدولة ووقف إحالة المدنيين للمحاكم العسكرية.


ولكن يبدو أن القضية لا تتعلق بدعم القضاء الطبيعي وإلغاء القضاء الاستثنائي، بل تتعلق بالاستجابة لشروط الرأسمالية الجديدة المتغولة والفاحشة والتي باتت تخشى من وجود جهاز مثل جهاز المدعي العام الإشتراكي بصلاحياته الواسعة التي يمكن أن تسألهم يوما ما: من أين لك هذا؟ ومن هنا جاءت الرغبة في وأد هذا الجهاز وإلغائه.


وفي نفس الوقت طالب الرئيس باستحداث نص جديد مكان المادة السابقة يسمح للنظام بعمل تشريعات تتعلق بحماية البلد من الإرهاب، واستثناء هذه التشريعات من التقيد بمواد الحقوق والحريات الواردة في الدستور وهي المواد 41 و44 و45. وهي المواد التي تتعلق بعدم جواز الاعتقال بدون إذن قضائي أو بحرمة المساكن أو المراسلات أو الاتصالات أو الحق في السفر والتنقل وغيرها من الحقوق والحريات الأساسية.


هذا التعديل الخطير من شأنه استثناء بعض المواطنين من حقوقهم وحرياتهم الدستور تحت مزاعم بوليسية في الكثير من الأحيان تكون فارغة.


وإذا أخذنا في الاعتبار أن النظام يتوسع كثيرا في تعريف الإرهاب كما في المادة 86 مكرر من قانون العقوبات، وهو التعريف الذي اعترضت عليه اللجنة المعنية بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة وكافة منظمات حقوق الإنسان، فكتابة مقال أو تصوير فيلم يمكن أن يصنف على أنه عمل إرهابي بموجب هذا التعريف، ومعدة قناة الجزيرة التي اعتقلت مؤخرا وجرى تقديمها للمحاكمة التي ستبدأ في فبراير الحالي اعتبرت أنها تعد أفلاما من شأنها تكدير الرأي العام وهي إحدى مواد قانون الإرهاب وهو القانون 97 لسنة 92 ..


هذه التعديلات الدستورية تعني إدماج حالة الطوارئ بالتشريعات العادية وهو ما يفتح الباب واسعا لاستمرار انتهاك الحقوق وضياع الحريات وخضوع المواطنين لأهواء السلطة، وبشكل دائم وبدون الحاجة لإعلان الطوارئ.


أما قولهم بأن هذه الإجراءات ستطبق تحت سلطة القضاء، فقد جربنا ذلك سابقاعندما قالوا أننا سنمدد حالة الطوارئ،وأن الاعتقالات ستكون تحت سلطة القضاء، وأدخلوا تعديلا عام 1982 على المادة 3 مكرر من القانون 162 لسنة 58 المتعلق بتنظيم حالة الطوارئ، وحددت المادة الجديدة3 مكررآلية للتظلم من قرارات الاعتقال تستغرق دورتها حوالي شهرين ونصف، حيث أصبح القرار الثاني من المحكمة بالإفراج، يعد وجوبيا بحسب القانون بدون الحاجة لتصديق أي سلطة أخرى، ولكن هل احترموا ذلك؟


طبعا لا .. فقد رأينا من قضى 18 عاما كاملة معتقلا بلا محاكمة أو اتهام، حصل خلالها على أكثر من مائة حكم قضائي وجوبي لم ينفذ أيا منها، وكان الناس يصرخون طمعا في تطبيق قانون الطوارئ نفسه.. حتى يأس الكثير من المعتقلين من التظلمواستسلموا لقدرهم بعد أن تحول قانون الطوارئ لقانون للغاب .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hispop2.niceboard.com
هشام طايل
Admin
هشام طايل


عدد الرسائل : 98
تاريخ التسجيل : 24/02/2007

لازم تقرأ لو عاوز تفهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: لازم تقرأ لو عاوز تفهم   لازم تقرأ لو عاوز تفهم Icon_minitimeالثلاثاء مارس 20, 2007 11:05 pm

ومع احترامنا وتقديرنا للقضاء إلا أننا يجب أن لا نسمح بالإجراءات الاستثنائية، وأن نفرط في حقوقنا الدستورية والقانونية لأنها ستكون في النهاية سيفا مسلطا على الجميع، وينبغي رفض أي مساس بمواد الحقوق والحريات الدستورية للمواطنين، استنادا لضمانات باهتة يعرف النظام كيف يلتف عليها.


إننا ندرك أنه من حق كل دولة أن تحمي نفسها وشعبها من الإرهاب أو الجريمة المنظمة بشكل عام ولكن قوانين مكافحة الإرهاب في العالم كله لا تستدعي التنازل عن الحقوق والحريات الدستورية، بل غاية الأمر في هذه القوانين أنها تحتاج لبعض المرونة الإجرائية والتي يمكن أن توفيرها القوانين العادية كقانون الإجراءات الجنائية، وهي إجراءات لا تتعارض مع مواد الحريات في الدستور، ونحن بالفعل لدينا قانون متشدد يسمى قانون مكافحة الإرهاب وأصبح جزءً من قانون العقوبات المصري وهو القانون 97 لسنة 92.


وكلنا تابعنا الجدل في بريطانيا عند إقرار التشريعات الخاصة بالإرهاب عندما طالبت حكومة بلير بحقها في اعتقال المشتبه بهم مدة 3 أشهر قبل توجيه التهمة لهم أو إطلاق سراحهم، ولم يوافق مجلس العموم بعد توافق كاقة زعمائه إلا على فترة 28 يوما اعتبروها كافية، فالقضية هي قضية إجرائية ولا يمكن أن نقول أن من يتهم بتهمة تتعلق بالإرهاب يجرد من كافة حقوقه الدستورية.


أما من يريدون استمرار نفس صلاحيات حالة الطوارئ من الاعتقالات و التنصت ومنع الناس من السفر بدون مبرر قانوني واستمرار التعدي على حرمة المنازل أو التوسع في الاشتباه.. وغير ذلك من الإجراءات المطلوب إدامتها .. فقانون الطوارئ يصبح أرحم على الأقل أننا نسمى الآن الأشياء باسمها الحقيقي.


التمسك بالإشراف القضائي الكامل على الإنتخابات


فقد طلب الرئيس تعديل المادة 88 وهي المادة التي استندت إليها المحكمة الدستورية العليا عام 2000 في حكمها الشهير بوجوب الإشراف القضائي الكامل على كل اللجان الانتخابية الفرعية والعامة.


والمساس بالإشراف القضائي مرفوض من كل القوى السياسية لأنه يفقد الانتخابات أي ضمانات بنتزاهتها، وهناك رفض كامل لكل مزاعم النظام في هذا الشأن. ومنها انه سيشكل لجنة دائمة مستقلة للانتخابات.


ورغم أن هذا النظام معمول به في الكثير من الدول، ومع إقرارنا بأن فكرة الأشراف القضائي الكامل ربما غير معروفة في كثير من بلاد العالم، إلا أن شيوع ثقافة التزوير وعدم وجود نوايا حقيقية لاجراء انتخابات حرة ونزيهة على ضوء تجاربنا السابقة تجعل الشعب يفقد الثقة تماما في نوايا النظام ويصر على الإشراف القضائي الكامل على العملية الانتخابية، بل ويطالبون بالتوسع في هذا الإشراف ليشمل كل العملية الإنتخابية من مرحلة إعداد الكشوف الإنتخابية حتى إعلان النتائج والحكم في الطعون الإنتخابية.


صلاحيات الرئيس وتكريس حكم الفرد


ويتعلق جزء من التعديلات بصلاحيات الرئيس الذي زعم أن التعديلات الدستورية ستعزز من صلاحيات الحكومة والبرلمان وهو غير حقيقي بالمرة.


فالمادة 74 الخطيرة التي تعطي الرئيس صلاحيات واسعة في حال تعرض البلاد لخطر يهدد الوحدة الوطنية، وهو تعريف مائع استخدمه السادات في اعتقال كل المعارضين السياسيين في سبتمبر 1981 في قرارات التحفظ الشهيرة.


لاتزال باقية وقد طلب مبارك فقط بادخال تعديل شكلي عليها بأن تتخذ هذه الإجرات بعد التشاور مع رئيس الحكومة ورئيسي مجلسي الشعب والشورى، وهم شخصيات يعينهم الرئيس نفسه سواء بوصفه رئيسا للجمهورية أو رئيسا للحزب الحاكم وهو ما يعني أن الأمر هو شكلي فقط وأن التعديل لا يعني أي شيئ في حقيقة الأمر، بينما يطالب الجميع بإلغاء هذه المادة أساسا أو وضع ضوابط محددة لتحديد الحالات الخطيرة التي تبرر وتحدد نوعية الإجراءات كما في المادة 16 من الدستور الفرنسي التي تقيد استخدام هذه المادة عند حدود الخطر الذي يهدد بقاء الدولة، أما النصوص الهلامية فهذه ليست إلا وصفة لحكم الفرد,


وفي المقابل نجد الرئيس يطالب بتعديل المادة 136 ليكون من حق الرئيس حل مجلس الشعب متى شاء بدون الحاجة حتى للاستفتاء على القرار.


أي أن الرئيس سيعين الحكومة ويقيلها وسيحل البرلمان وهو يعين ثلث أعضاء مجلس الشورى، وهو ما يعني أنه الدولة وما عدا ذلك هي هياكل شكلية، وهو ما يتناقض تماما مع مبدأ الفصل بين السلطات ويجعل الرئيس مهيمنا على كافة السلطات الفعلية بما في ذلك حل المجالس المنتخبة من الشعب.


تفصيل النظام الإنتخابي للحجر على المستقلين في ظل منع تأسيس الأحزاب


فقد طلب الرئيس تغيير المادتان 62 و94 بهدف اختيار النظام الانتخابي الأمثل:


ومعلوم أن المحكمة الدستورية العليا قد حكمت ببطلان انتخابات مجلسي الشعب عام 1984 و1987 بسبب إجرائها وفق نظام القائمة النسبية المشروطة.


ورأت المحكمة في حينه أن هذا النظام يخل بمبدأ تكافؤ الفرص (مادة وكفالة الحق في الترشيح والانتخاب (مادة 62) وذلك عندما اعطى القانون في حينه الحق فقط للأحزاب في الترشيح أو السماح للمستقلين بمقعد واحد في كل دائرة، مما أخل بحقوق المستقلين وأخل بتكافؤ الفرص بين المواطنيين.


والآن يريد النظام تغيير الدستور لتحصين مثل هذه الخطوة من الطعن عليها وذلك بالنص على اعطاء الأولوية للأحزاب السياسية في النظام الانتخابي.


وبما أن النظام يتحكم في عملية تأسيس هذه الأحزاب التي سيعطيها الأولوية.. وهناك اتجاه لإقرار نظام انتخابات يعتمد طريقة القائمة النسبية المشروطة، وهو ما سيغلق تماما أو يحد من عدد المستقلين.


وذلك لأن الحزب الوطني عانى خلال الفترة الماضية من منافسة نوعين من المستقلين:


أولهما المنشقين عليه بسبب عدم الالتزام الحوبي، ورفضهم لقرارات الحزب بترشيح غيرهم، وهؤلاء يشتتون الأصوات بحسب تقدير الحزب الوطني، ونظام القائمة النسبية سيعزز الالتزام الحزبي لأنه سيغلق امكانية الخروج على قرارات الحزب.


والصنف الثاني من المستقلين هم الإخوان المسلمين والذين يريد النظام منعهم من الترشيح.


وبذلك يؤمم الحزب الوطني الحياة السياسية ويحد من قدرة الشعب على المشاركة السياسية.


ويعد نظام القائمة النسبية في الدول التي تأخذ به جزء من نظام متكامل يتضمن الحق في تأسيس الأحزاب، وبالتالي فلا بأس أن يكون لكل حزب قائمته. وحتى المستقلين يسمح لهم بتكوين قوائم لهم.


ومن هنا فإن هذا التعديل لا يستهدف توسيع قاعدة المشاركة أو تشجيع الأحزاب بقدر ما يستهدف الحجر على العناصر التي لا يريد النظام مشاركتها والتحكم تماما في الحياة السياسية.


التعديلات وسيناريو التوريث


وتتعلق هذه التعديلات بما يضمره الرئيس من نوايا فيما يتعلق بمشروع التوريث:


فنائب الرئيس طبقا للمواد 82 و85 يضطلع بمهام الرئيس عند وجود مانع مؤقت، أو إذا قرر مجلس الشعب محاكمته بتهمة الخيانة العظمى، والمادة 85 تتحدث عن قيام رئيس مجلس الشعب بمهام الرئيس عند وفاته أو عجزه الدائم لحين انتخاب رئيس جديد، ، ويريد مبارك إضافة رئيس مجلس الوزراء عند تعذر حلول نائب رئيس الجمهورية في تلك الحالات، دون أن يباشر من يحل محل الرئيس السلطات بالغة الأثر في الحياة السياسية، كإقالة الحكومة وحل مجلس الشعب وطلب تعديل الدستور. فهذه السلطات يجدر عدم استخدامها خلال الفترة العرضية التي تنظمها هذه المواد.


وهذا التعديل خبيث ومفصل تماما لخدمة سيناريو التوريث الذي لا يزال مبارك يضمره ويعد له العدة،.


ولولا هذه النية لم تكن هناك ضرورة تماما لهذا التعديل ، وبما أن الرئيس يرفض تعيين نائب له، فإن نيته تتجه لتعين رئيس وزراء (مضمون) قبيل موعد تقاعده يقوم على سلطاته ولكنه لا يتمتع بأي صلاحية لتغيير الوضع الدستوري القائم حتى لا يخل بقواعد اللعبة، ثم يرشح الحزب الوطني جمال مبارك للرئاسة وبذلك يتم سيناريو التوريث.


قضايا هامة مسكوت عنها


وتجاهلت التعديلات المطروحة العديد من القضايا الهامة التي تلح إليها الحاجة لتصحيح بعض القضايا التي تضر بالوضع السياسي والقانوني:


كتعديل المادة 76 بشكل كامل كما تقدم، وتعديل المادة 77 لجعل الرئاسة محدودة بمدتين فقط لفتح الباب أمام تداول السلطة ومنع استمرار هذا الحكم المؤبد.


وتعديل المادة 93 لفض الإشتباك بين القضاء وسيد قراره بخصوص من يحق لهم إقرار صحة عضوية أعضاء مجلس الشعب خاصة وأننا نشهد صراعا دائما بين القضاء صاحب الولاية الحقيقة في الفصل، خاصة أن وقائع النزاع وقضايا التزوير هي موضوعات إجرائية تمت قبل أن يكتسب المرشح العضوية، وما نراه الآن هو أن عشرات الذين قالت محكمة النقض أنهم نجحوا بالتزوير ومع ذلك هم من يشرعون لنا هذه التعديلات الدستورية بعد أن داس الحزب الوطني على أحكام القضاء.


وتعديل المادة 87 لإنهاء مهزلة الـ 50% عمال وفلاحين حيث أن هذه النسبة أصبحت مهزلة، هو موضوع يخل بتكافؤ الفرص، وهي قضية تجاوزها الزمن ..وباب خلفي للنظام لتسهيل دخول بعض عناصره المجلس، وقد اعترف مؤخرا الدكتور مصطفى الفقي أن 50 لواء شرطة دخلوا مجلس الشعب الأخير كعمال وفلاحيين!!.


وهذا غيض من فيض القضايا المسكوت عنها رغم الحاجة لتعديلها.


والنتيجة هي أن هذه التعديلات ستجعل الدستور مهلهلا أكثر من ذي قبل، مليئاً بالحفر والمطبات، ويضرب بعضه بعضا وتتنافر مواده وتتعارض نصوصه، لأنهم في النهاية يريدون تفصيله بالقطعة، فكل ما يكفل حرية رجال الأعمال الملتفين حول النظام ويضمن استثماراتهم وحماية ممتلكاتهم ورفع أي سيف مسلط على أعمالهم وأنشطتهم، بما في ذلك إلغاء أي إشارة للإشتراكية كنظام سياسي أو حتى بمعناها الاجتماعي وإلغاء جهاز المدعي العام الاشتراكي ، فقد تم إقراره.. وفي المقابل كل ما يمكن أن يكون مدخلا لتكبيل الحريات الفردية والعامة للمواطنين، أو يكبل الحياة السياسية، ويقصي الأطراف الفاعلة في الساحة السياسية، ويؤدي لاحتجاز التطور الديمقراطي والسياسي في المجتمع سيتم إقراره .


الاستفتاءات وتاريخها


نظامنا للأسف يتمتع بتاريخ أسود في تنظيم الاستفتاءات، فلم يجرى استفتاء واحد منذ حركة يوليو على أسس سليمة وعادلة، وأقربها الاستفتاء على تعديل المادة 76 في مايو 2005 حيث أسفرت النتيجة عن أن عدد من صوتوا فيه كانوا 54% من مجموع المقيدين في الجداول الانتخابية، وهو رقم ضخم جدا، وهو أكثر من ضعف من أدلوا بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية التي لم تتجاوز نسبة من صوتوا فيهما أكثر من 24% رغم أن هذه كانت انتخابات تنافسية أنفقت فيها مئات الملايين من الجنيهات وشهدت حملات إعلامية مكثفة.


وطبقا للجنة تقصي الحقائق التي شكلها نادي القضاة فإن نسبة الحضور الحقيقة كانت حوالي 3% فقط. وهو ما يؤكد أن كل هذه الاستفتاءات باطلة ومزورة ولا قيمة لها.


ونحن نتوقع أن تكون نتيجة تعديل 34 مادة من الدستور في أبريل القادم على نفس الشاكلة للأسف طالما استمر النظام يتجاهل الإصلاح الحقيقي ويعادي الشعب وتطلعاته ويلجأ للتزوير للتستر على عجزه .!!


أما عن الاستفتاءات في العالم، فقد رأينا مؤخرا عندما عرض الدستور الأوروبي للاستفتاء، رأينا كيف كانت الحملات المؤيدة والمعارضة على قدم وساق في البلاد الأوروبية التي دعيت لابداء رأيها في الدستور، والكل حاول بحرية إقناع الشعب بوجهة نظره، فصوت الشعب الفرنسي والهولندي برفض الدستور رغم تبني الحكومة في كلا البلدين له، في ظل عملية تصويت نزيهة، واحترم الجميع إرادة الشعب.


والسؤال هنا هل سيسمح لمعارضي هذه التعديلات في مصر بتنظيم حملات إعلامية واجتماعات وتظاهرات في كل ربوع مصر لتفنيد هذه التعديلات بما في ذلك، الحق في الوصول لوسائل الإعلام العمومية على قدم وساق مثل المؤيدين للتعديلات، أمأن النظام سيظل يحتكر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة المملوكة للدولة ويمارس علينا من خلالها البروبجندا والدعاية وأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان وأنه لا صوت يعلو على صوت المعركة؟! وهل يمكن لهذا النظام إجراء استفتاء واحد بشكل نزيه ونظيف؟!!


وفي النهاية


النظام يتعامل مع التعديلات بشكل فوقي، واستنادا للوضع السياسي البائس الذي تعيشه مصر ستمرر هذه التعديلات رغم أنف المعترضين -وهم كثر- و لا يعني هذا أنها حظيت بالمشروعية الحقيقية التي ينبغي أن تبنى عليها الدساتير والتي هي عقد اجتماعي بين الحاكم والمحكوم وبين سلطات الدولة بعضها ببعض، بل إنني على يقين أن هذه التعديلات ستفتح صفحة جديدة من صفحات القمع والإقصاء السياسي، وبالتالي لن تساهم في تقدم مصر أو تحسين أداء النظام أو صورته على المستوى المحلي والدولي. وستبقى هذه النصوص مجرد نصوص شائهة ليست لها علاقة بالمنطق القانوني، أو بالواقع السياسي، وسنظل نطالب بدستور جديد للشعب للمصري جميعا وليس دستورا للحزب الوطني.


دستور قوي يكفل الفصل الحقيقي بين السلطات، وتقوية سلطة القضاء واستقلاله ليكون حاميا للحقوق والحريات وضامنا لعدم تغول أي سلطة، ويكفل عدالة ونزاهة النظام الإنتخابي، ويضمن مشاركة عادلة ومتساوية لجميع المواطنين، وغير ذلك من القيم المهمة التي تعارف عليها الفقه الدستوري في العالم، ومصر غنية برجالها وخبراتها الدستورية والقانونية والإدارية القادرة على وضع مصر على الطريق الصحيح لو توفرت الإرادة السياسية، وتحررت مصر من قبضة نظام الفساد والقمع الجاثم على صدرها.


ومهما فعلوا سيبقى الحق والعدل دائما فوق القوة، و لن يصح في النهاية إلا الصحيح.

[/right]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hispop2.niceboard.com
اميره امام الفقي
توعجى فعال
توعجى فعال
اميره امام الفقي


عدد الرسائل : 342
تاريخ التسجيل : 26/02/2007

لازم تقرأ لو عاوز تفهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: لازم تقرأ لو عاوز تفهم   لازم تقرأ لو عاوز تفهم Icon_minitimeالأربعاء مارس 21, 2007 8:25 am

السلام عليكم
ربنا يكرمك يا د.هشام
الحقيقه انا كنت قريت في الاهرام شويه عن الموضوع بس مكنتش فاهمه قوي
بس انا عن نفسي مقتنعه ان النقطه يتاعه الاشراف القضائي الكل المعارضين اختلفوا عليها انها مش فارقه
يعني القاضي ممكن يزور زيه زي اي انسان معندوش ضمير
عموما اعتقد اننا كلنا نقدر نشارط في الاستفتاء ونرفض التعديلات وربنا يسترها ويرحمنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لازم تقرأ لو عاوز تفهم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
World Health Forums :: النشرة السياسية :: الأخبار-
انتقل الى: