[color=gray]ما السعادة..؟!!
بحثت عن أصل هذه الكلمة فوجدتها تعني "مضاد الشقاوة"..
فما هي حقا وكيف نشعر بها..؟!!
أعتقد أن كلا منا يستشعرها بطريقة مختلفة..:
فمنا من يسعد وتكون أقصى سعادته حين يساعد شخصا بأي طريقة كانت
ومنا من يسعد حينما ينجح في حياته عملية أو علمية
ومنا من يسعد حين يلقى شريك حياته
وما من يسعد حين يتلقى هدايا عيد ميلاده !!
وهناك من يسعد حين يرى شقاء غيره
أو من يسعد كلما زادت أمواله
ومنا من يسعد حينما يقابل أصدقاءه القدامى
ومنا من يسعد لذكرى طافت بذهنه لثوان معدودة
وما من يسعد ل.....!! "أخبروني أنتم!؟"
..........
ولكن.. "وآه من لكن" أغلب تلك السعادات –إن لم يكن جميعها- إذا لاحظها هذا السعيد "التعيس" لن يجدها سوى بضعة لحظات لا تلبث أن تنتهي بانتهاء "الحدث" السعيد أيا كان.. فلا شيء دائم.
والآن.. حقا أين السعادة؟.. السعادة الحقيقية وليست "اللحظية" ؟!
جال بذهني هذا السؤال وسمعت كثيرين غيري يسألونه ولكن بلا إجابة وافية, فكيف أكون دائما أو لنقل معظم الوقت سعيدة ؟؟؟
وبعد كثير من التفكير والتأمل لاحظت أن السعادة تساوي راحة البال فهذه هي الإجابة المنطقية الوحيدة التي استطعت التوصل إليها, أن السبيل الأوحد لسعادة دائمة هو راحة البال... ولكني وجدت أيضا أن الإحساس براحة البال يختلف من إنسان لإنسان, فهناك من يرتاح باله حينما يؤدي امتحانه
وهناك من يرتاح باله حينما يصل لمنصب ابتغاه
ومن يرتاح باله بشفاءه من المرض
ومن يرتاح باله.. بأي شيء!!
لا.. لم أقصد هذه الراحة فهي أيضا لحظية لا تسوى شيئا ولكني أقصدها حينما يفعل الإنسان ما يفعله وهو يعلم جيدا أن له رب كريم عليه توكل وبعدله ورزقه يثق... فمثلا راحة البال لن تأتي بانتهاء الامتحان ولكن بما قمت به لأجل هذا الامتحان, ولن تأتي بأن ترى أطفالك أصبحوا رجالا ذوي مناصب ولكن بما غرسته فيهم من خير وهل علمتهم تقوى الله !, ولن تجدها حينما أخيرا تسلم مناوبتك وتنتهي من عملك بل عندما تؤدي عملك على أكمل وجه باغيا به وجه الله.
..........
أعلمتم ماذا أعني ؟!
هل اكتشفتم معي أين يمكن أن نجد راحة البال ومن ثم نسعد.. وللأبد.
إنه ليس فقط الطريق إلى السعادة بل أيضا أطلق عليه الطريق إلى بر الأمان, إلى حيث سيكون من المستحيل أن تطولك الأمواج مهما علت وزادت شدة الرياح فستكون في مأمن منها ما شاء الله لأنك أصبحت في كنفه سبحانه وتعالى وهو القادر على كل شيء...
..........
..........
..........
حقا اشتقت إليك كثيرا يا إلهي ففي بعدي عنك غربة موحشة, وفي قربي منك راحة
فما الدنيا إلا صورة منعكسة على سطح الماء مهزوزة غير مستقرة تتلاشى بمجرد إلقاء حصاة "صغيرة" فيها
[color:c860=gray:c860]منقووووول